تفرد صحيفة الفاينانشيال تايمز صفحة التحليلات اليومية فيها للحديث عن مصر وتكتب محررة شؤون الشرق الاوسط فيها عن حظوظ الاسلاميين في الانتخابات المقبلة في سبتمبر/ايلول. تقول الصحيفة ان الاخوان المسلمين، الذين تمكنوا من الاستمرار كجماعة منظمة رغم قمع السلطات طيلة 80 عاما، يبدون اكثر قدرة على لعب دور رئيسي في الحياة السياسية في مصر ما بعد تغيير نظام مبارك من القوى الليبرالية الجديدة. وتتحدث المحررة عما يبدو من ان المجلس العسكري الحاكم في مصر لا يرغب في الاستمرار في السلطة ويحرص على اجراء الانتخابات في موعدها قبل نهاية العام لتسليم السلطة للمدنيين. وتصف حضورها اجتماعا للقوى الليبرالية التي اسست احزاب وتكوينات سياسية جديدة بهدف مواجهة الاسلاميين في الانتخابات وزيارتها للمقر الجديد للاخوان وحزبهم الجديد حزب الحرية والعدالة. وترى ان التكوينات الليبرالية الجديدة تخاطب عن الشريحة العليا من الطبقة الوسطى والفئة الصغيرة المميزة في المجتمع، بينما الاخوان يستمدون تاييدهم من الطبقة الوسطى الاوسع. وتشير الى بروز تيار جديد، اسلامي التوجه ايضا، هو السلفيون الذين يدخلون معترك الحياة العامة فجأة الان ويعولون على الطبقة الفقيرة في مجتمع نحو نصف سكانه فقراء. ويميز التحليل بين الاخوان، الذين يعتمدون سياسة براغماتية تجعل حزبهم الجديد اقرب لحزب العدالة والتنمية التركي وتتسم مواقفهم بالمرونة، وبين السلفيين الذين يتبعون نهجا اسلاميا متشددا يتسم بالرجعية. وتنقل المحررة قلق الليبراليين من سيطرة الاخوان، لكنها تشير الى ان الاخوان يؤكدون على انهم يريدون المشاركة في الحكم دون تحمل مسؤوليته كاملة. لذا فهم سيقدمون مرشحين في نصف الدوائر الانتخابية فقط. وتشير الصحيفة الى تطور اخر في غاية الاهمية يدل على ان كل شئ في مصر يتغير فعلا، وهو ان جماعة الاخوان المسلمين ذاتها تشهد صراعا بين جيل الشباب والقيادات التقليدية قد يسفر عن تحول في مسار الجماعة نحو التطور.